لا يستطيع أيًا منا أن ينكر تأثيرات جائحة كورونا على مجال ادارة المطاعم والتي مازالت محاولات التعافي منها مستمرة حتى اليوم بالأخص مع الارتفاع الأخير في عدد الإصابات وأيضًا وجود المتحور دلتا؛ إلا أن ادارة المطاعم تعاملت مع هذه الازمة بمرونة أكبر تتماشى مع تغير سلوك المستهلكين منذ بداية الأزمة وإغلاق الكثير من الأنشطة والتباعد حتى عودة الحياة إلى طبيعتها بصورة أكبر وتزايد الخروج من المنزل والسفر وحتى تناول الطعام بالمطاعم، وهو ما يثبته زيادة المبيعات في المطاعم مقارنةً بفترة ما قبل الكورونا.
تأثيرات تغير سلوك المستهلكين على ادارة المطاعم بعد انتشار فيروس كورونا
شهدت صناعة المطاعم ارتفاع في نسبة المبيعات بحوالي 8% بالمقارنة مع شهر يونيو 2019، وتأتي هذه الزيادة في المبيعات بالرغم من إنخفاض نسبة زيارات العملاء للمطاعم بحوالي 7% بالمقارنة مع شهر يونيو 2019؛ وهو ما يشير بقوة إلى تأثير تغير سلوك المستهلكين أثناء وبعد فترة الكورونا على سبيل المثال:
- زيادة الاتجاه نحو الوجبات الجماعية والعائلية أكثر من الوجبات الفردية.
- زيادة الاتجاه نحو اختيار الأماكن المفتوحة عند تناول الطعام أكثر من الأماكن المغلقة.
- ارتفاع نسب مبيعات البقالة والسوبر ماركت مقارنةً بما كانت عليه قبل عامين؛ وذلك نتيجة اتجاه غالبية المستهلكين لتناول الطعام بالمنزل وتعلم المزيد من طرق إعداد الوجبات بالمنزل.
- ارتفاع نسب طلب الطعام خارجيًا أكثر من الذهاب للمطاعم سواء من خلال الإنترنت أو شركات التوصيل الخارجية.
- زيادة الطلب على خدمات استلام الطعام من السيارة مقارنةً بالسابق.
- إنخفاض المناسبات والأحداث المحلية بنسبة 30% مقارنةً بعام 2019.
- تحول الكثير من شركات الأعمال والموظفين للعمل من المنزل بصورة أكبر من السابق مقارنةً بفترة ما قبل الوباء، ويتوقع استمرار حوالي من 15 إلى 30 مليون شخص للعمل من المنزل بشكل أساسي حتى بعد انتهائه.
- اتجاه الكثير من المستهلكين نحو البعد عن الأسواق التجارية المركزية، والاتجاه نحو الأسواق الأقل حجماً وأكثر مرونة والتي يتوقع أن تؤثر هذه النقطة مستقبليًا على أماكن بناء المطاعم الجديدة.
كيف يمكن لإدارة المطاعم التعامل مع هذه التغييرات بشكل إيجابي يساعد على زيادة مبيعاتها؟
في الواقع لا يزال مشغلو المطاعم يواجهون عدد كبير من التحديات لتحقيق التعافي الكامل من الآثار السلبية لفيروس كورونا ومتحوراته، التي تؤدي إلى زيادة ركود زيارات المطاعم بصورة ملحوظة مقارنةً بالسابق؛ وذلك حتى مع عودة حركة المرور بصورة أفضل من بداية هذه الأزمة لكنها مازالت قليلة.
وبالتالي يستلزم على إدارة المطاعم التعامل مع التغييرات التي شهدها سلوك المستهلكين كما أوضحنا بالأعلى بمرونة أكبر من ذي قبل، وتدريب جميع العاملين لديها بالصورة المطلوبة لخدمة رؤيتها الجديدة للتعامل مع المستهلكين خلال هذه الفترة.
كما يتطلب الأمر أيضًا استخدام تكنولوجيا المطاعم والإعتماد عليها بصورة أكبر لأتمتة الكثير من العمليات التي يمكن دمجها واختصار الوقت والمجهود والتكلفة وأيضًا للحفاظ على تعاملات لا تلامسية للمطعم بأكبر قدر ممكن، وهو ما ينعكس في النهاية بالتأكيد على تجربة المستهلك الكاملة مع المطعم.
الاهتمام برغبات المستهلكين وسلوكياتهم الشرائية بصورة أكبر والتعامل معها بجدية أكثر من خلال اتخاذ الإجراءات التي تخدم هذه الإتجاهات على سبيل المثال توفير وسائل الأمن والسلامة التامة في صالات المطعم والإعلان عن تعاملات المطعم في هذا الإتجاه، واعتماد نظام حجز إلكتروني وتقليل أوقات الانتظار، توفير عروض طعام مثالية للعائلات لتشجيعهم على الطلب، إلخ.
توفير اختيارات متعددة للطلب ما بين الوجبات الجاهزة أو النصف الجاهزة التي يمكن تحضيرها في المنزل أو مكونات الوجبات لتحضيرها منزليًا، مع توفير طرق متعددة للطلب والإستلام سواء من خلال الإنترنت أو من خلال تطبيقات الطعام الخارجية أو من خلال استلام الطعام من السيارة.
اقرأ ايضا : كيف تحسن القائمة الرقمية تجربة العميل؟